تسعى مبادرة جيل 2030 إلى إعادة تشكيل العلاقة بين الشباب المغربي والحياة العامة عبر رؤية استراتيجية متكاملة تضمن إدماجهم الفعلي والمستدام في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. في ظل التحولات المجتمعية الراهنة، أصبحت الحاجة ملحّة إلى تبني مقاربة شاملة تعالج التحديات الهيكلية التي تعيق تمكين الشباب، وعلى رأسها البطالة، ضعف التمثيلية السياسية، وتراجع فاعلية السياسات العمومية الموجهة لهذه الفئة. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نسبة الشباب غير المنخرطين في سوق الشغل أو التعليم أو التكوين (NEET) قد بلغت 1.5 مليون، ما يعكس قصور السياسات التنموية السابقة ويفرض ضرورة بلورة حلول مبتكرة تتجاوز النهج التقليدي. تستند المبادرة إلى مبدأ التشاور والتفاعل مع الشباب في مختلف المناطق، لإنتاج سياسات تعكس واقعهم وطموحاتهم، ضمن رؤية عرضانية تضمن الالتقائية بين مختلف الفاعلين والمؤسسات.
تنطلق المبادرة من فلسفة تستلهم جوهرها من التوجيهات الملكية التي أكدت مرارًا أن الشباب هو الثروة الحقيقية للوطن، وليس عبئًا على مسار التنمية. ويتجسد هذا التوجه في شعار الكرامة – الأمل، حيث تمثل الكرامة مرتكزًا أساسياً يضمن توفير تعليم ذي جودة، فرص عمل لائقة، وسكن كريم، بينما يشكل الأمل المحرك الأساس لبناء وطن يحتضن تطلعات شبابه ويتيح لهم فضاءات للمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبلهم. وعبر آليات مبتكرة، تسعى المبادرة إلى إرساء فضاءات حوارية مفتوحة، واستبيانات تفاعلية تُمكّن الشباب من تقييم السياسات العمومية والمشاركة في صياغة البدائل. كما تهدف إلى الترافع من أجل إدماج رؤاهم في الاستراتيجيات الحكومية، مع الحرص على إشراكهم في مراحل التشخيص، التنفيذ، والتقييم.