
مبادرة 2030: فرصة لإصلاح الرياضة وتعزيز دور الشباب في التسيير
بقلم: ليلى شاروق
تعتبر مبادرة 2030، التي أطلقها شباب حزب الأصالة والمعاصرة، خطوة هامة نحو إعادة إحياء الأمل لدى الشباب في الأحزاب السياسية والسياسات العمومية. لكن هذه المبادرة يجب ألا تظل مجرد شعار، بل يجب أن تكون منصة حقيقية للتغيير، خاصة في المجالات التي لا يزال الشباب يعانون فيها من التهميش، وعلى رأسها إدارة الأندية الرياضية ومراكز كرة القدم.
رغم أن الشباب يشكلون العمود الفقري للرياضة المغربية، سواء كلاعبين أو إداريين أو مدربين، إلا أنهم نادرًا ما يُمنحون الفرصة للمشاركة في صنع القرار داخل الأندية. الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة للنساء، اللواتي يواجهن إقصاءً شبه كلي من المناصب الإدارية، رغم تزايد حضورهن في المجال الرياضي.
وفي هذا السياق، يجب أن تلعب مبادرة 2030 دورا في إعادة هيكلة إدارة الأندية الرياضية، وضمان مشاركة حقيقية للشباب والنساء، ليس فقط كمنفذين للقرارات، بل كصناع لها.
من بين الإشكاليات التي يجب معالجتها هي حرية التعبير للاعبين داخل الأندية. لماذا لا يتم إشراك اللاعبين في مناقشة قرارات تهم مستقبلهم ومسارهم الرياضي؟ للأسف، أصبح معظم اللاعبين اليوم يعانون من الخوف من الإقصاء من الاحتراف، مما يدفعهم إلى تجنب الحديث عن المشاكل التي تواجههم داخل الأندية. وبدلا من أن يكونوا جزءا من عملية تطوير الرياضة، أصبح همّهم الأساسي هو الحفاظ على عقودهم وتأمين معيشتهم.
ليس اللاعبون فقط من يعانون، بل حتى الموظفون داخل الأندية، الذين يعملون غالبًا في ظروف غير مستقرة وبدون حقوق اجتماعية كافية. باستثناء التأمين المحدود لمدة العقد، يفتقر معظم الموظفين واللاعبين إلى التغطية الصحية الشاملة، مما يجعلهم في وضعية هشة.
هذا الوضع يعكس ضرورة إصلاح جذري للمنظومة الرياضية في المغرب، وجعل الأندية أكثر التزامًا تجاه حقوق العاملين فيها. وهنا يمكن أن تلعب مبادرة 2030 دورا أساسيا في الدفع نحو قوانين تحمي الرياضيين والعاملين في المجال الرياضي.
لا أحد ينكر أن المغرب حقق قفزة نوعية في كرة القدم، سواء من خلال البنية التحتية أو الأداء على المستوى القاري والدولي، لكن هل رافق هذا التقدم تحسين أوضاع العاملين في هذا المجال؟ للأسف، لا تزال هناك فهوة كبيرة بين تطور الرياضة وظروف اللاعبين والموظفين داخل الأندية.
لكي تنجح مبادرة 2030 في إحداث تغيير حقيقي في الرياضة المغربية، يجب أن تركز على:
1: إدماج الشباب في مراكز القرار داخل الأندية، وضمان مشاركتهم الفعلية في التسيير.
2: تعزيز دور الشباب في إدارة الفرق الرياضية، وتوفير فرص متكافئة لهن في المجال.
3: إعطاء اللاعبين حرية التعبير عن آرائهم دون خوف من الإقصاء أو العقوبات.
4: تحسين ظروف عمل الموظفين داخل الأندية، وضمان تغطية صحية واجتماعية عادلة لهم.
5: فرض معايير شفافة في تسيير الأندية، لضمان بيئة رياضية أكثر احترافية وعدالة.
إن مستقبل كرة القدم المغربية لن يكون مشرقا إلا إذا كان الجميع جزءا من تطورها، وليس فقط فئة معينة تحتكر التسيير والقرارات. يجب أن تكون مبادرة 2030 فرصة لإحداث تحول جذري في الرياضة المغربية، من خلال تمكين الشباب، وإعطاء اللاعبين والعاملين حقوقهم، وجعل الرياضة أكثر شفافية وإنصافًا. الكرة الآن في ملعب القائمين على هذه المبادرة، فهل سيكونون قادرين على إحداث الفارق؟