جيل 2030 ومفهوم التمكين السياسي للشباب

بقلم: هشام معدولي

يأتي مفهوم التمكين السياسي للشباب من أجل إتاحة الفرصة أمامهم لتطوير مهاراتهم القيادية وبناء قدراتهم ليكونوا فاعلين في المجتمع. في ظل الظروف والأوضاع الحالية في المنطقة، تُعدّ هذه الخطوة ضرورة ملحّة، من خلال إشراكهم في الحوار والقرار السياسي، لإيجاد شباب قادر على المواجهة وخلق جيل يمتلك المهارات السياسية والقيادية.

كما أن نسبة مشاركة الشباب في الأحزاب السياسية تبقى ضئيلة، ويظلّ الشباب الحزبي أحياناً منغلقاً على نفسه خوفاً من المنافسة والتنافسية. غير أن حزب الأصالة والمعاصرة كسر كل حواجز الخوف لدى الشباب، وصار الشباب متحمساً للعمل. ولهذا، فإن إشراكهم في كل مبادرات الحزب شجّعهم على الاهتمام بقضايا وطنهم وأمتهم، وجعلوها مقدّمة على مصالحهم الشخصية، لأن العظماء هم الذين يعملون للصالح العام، بينما الصغار هم الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم الضيقة.

فحزب الأصالة والمعاصرة استغل الفرصة، فقدّم نفسه للشباب ودعاهم للمشاركة الفعلية، وأن يكونوا منتجين لا أن يكونوا مستهلكين.

فما حدود مشاركة الشباب في الحياة السياسية؟
وما هي معوقات مشاركة الشباب في السياسات العمومية؟
وما هي آليات تمكين الشباب سياسياً؟

تُعتبر مرحلة الشباب أخصب مراحل العمر، وهي مرحلة العطاء. ويُعدّ الشباب الثروة الثمينة التي لا تُعوّض، وهم تاج وعزّ الأوطان، وبصلاحهم تنهض البلدان.

الشباب في أي مجتمع عنصر حيوي في جميع ميادين العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، وهم المحرّك الرئيس الفعّال لأي إصلاح أو تغيير في المجتمعات، ودائماً ما يشكلون الرقم الأصعب في أي ثورة إصلاحية، وأداة فعالة مهمة من أدوات التطور الحضاري للمجتمع. هم همزة الوصل بين الماضي والمستقبل، وهم الحاضر الذي يصنع المستقبل.

عندما نتابع الإحصائيات، نجد أن نسبة الشباب في أغلب البلدان تتجاوز 50%، وبعضها تتجاوز 60%. إلا أن مشاركتهم في صنع القرار ضئيلة جداً، وقد تكاد تكون معدومة في بعض البلدان.

مَن يُريد المستقبل ويُخطّط له، لا بد أن يضع الجيل الجديد في أعلى أولوياته.

يبقى الهدف الأكبر هو إيجاد مجتمع واعٍ بإمكانيات وحقوق الشباب، وأن يكون عوناً لهم في تحقيق كامل حقوقهم، ويعترف بدورهم المميز في التأثير والتغيير والإصلاح، ويكون الشباب هم العنصر الرئيس في الأحداث السياسية والثقافية والاقتصادية.

إن واقع المشاركة السياسية للشباب يبقى ضئيلاً، بالنظر إلى كون هؤلاء يمثلون جماعة متميزة يفترض أن لهم تصوراتهم ومعتقداتهم السياسية المغايرة لأسلافهم.

تثقيف الشباب ومعرفة دورهم سيعود لا محالة بالنفع على وطنهم ومحيطهم. كما أن تعريف هؤلاء الشباب بحجمهم الحقيقي وحقوقهم السياسية المُغيّبة، سيعود بالنفع الكبير عليهم وعلى وطنهم.

رفع نسبة المشاركة السياسية للشباب يجعلهم مشاركين ضامنين لحقوقهم في أي مجال سياسي أو انتخابي.

إن طرح التحديات التي تُثبّط من مشاركتهم، ووضع الحلول لها – كمبادرة جيل 2030 – أسهمت لا محالة في تمكينهم سياسياً. بحيث تم من خلال هذه المبادرة الخلاقة تعميم مفاهيم الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن ضمنها الحقوق السياسية، كما وُضعت خطة استراتيجية طويلة الأمد لتفعيل دور الشباب في كل المجالات السياسية والانتخابية كـ: (ناخبين / مرشحين / موظفين / مراقبين / مراكز صنع القرار).

2 – تؤدي حقوق المشاركة السياسية والعامة دوراً حاسماً في تعزيز الحكم الديمقراطي وسيادة القانون والإدماج الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، وكذا في النهوض بجميع حقوق الإنسان.

يمثل حق المشاركة في الحياة السياسية والعامة عنصراً مهماً في تمكين الأفراد والجماعات، وهو أساسي للقضاء على التهميش والتمييز. ولا تنفصل حقوق المشاركة عن حقوق الإنسان الأخرى مثل:

– الحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات

– الحق في حرية الرأي والتعبير

– الحق في التعليم

– الحق في الحصول على المعلومات

بالرغم من الحديث عن تمكين الشباب سياسياً وجعلهم مشاركين في الحياة السياسية، إلا أنه توجد العديد من العقبات التي تعترض المشاركة السياسية والعامة على قدم المساواة. وقد تشمل هذه الحواجز التمييز المباشر وغير المباشر لأسباب مثل:

العرق، اللون، النسب، الجنس، اللغة، الدين، الرأي السياسي، الأصل القومي أو الإثني أو الاجتماعي، الملكية، الولادة، الإعاقة، الجنسية، أو غير ذلك من الأسباب.

حتى في حالة عدم وجود تمييز رسمي فيما يتعلق بالمشاركة في الحياة السياسية أو العامة، فإن عدم المساواة في الوصول إلى حقوق الإنسان الأخرى قد يعيق الممارسة الفعلية لحقوق المشاركة السياسية.

سعى حزب الأصالة والمعاصرة إلى جعل جميع المناضلين والمناضلات جسداً واحداً، منافحين ومدافعين عن قيم الإخاء والتعاون، ونبذ خطاب الكراهية والتمييز وتفضيل الأنا على الآخر. الشيء الذي جعله حزباً يستوعب الكل ويشجع الكل خدمة للوطنية الحقة والصالح العام.

3 – آليات تمكين الشباب سياسياً

تمكين الشباب سياسياً هو عملية تعزيز قدراتهم ومشاركتهم الفعّالة في الحياة السياسية والمجتمعية. ويمكن إجمال الآليات في ما يلي:

1- تعزيز التعليم السياسي: توفير برامج تعليمية تهدف إلى زيادة الوعي والفهم السياسي لدى الشباب.

2- المشاركة في المنظمات الشبابية: تشجيع الشباب على الانضمام إلى المنظمات والجمعيات ذات الطابع السياسي والاجتماعي.

3- التواصل مع القيادات السياسية: إتاحة الفرص للتفاعل والنقاش مع القيادات السياسية.

4- التدريب على القيادة السياسية: تقديم برامج تدريبية لتعزيز مهارات القيادة السياسية لدى الشباب.

5- الاستفادة من وسائل الإعلام الاجتماعية: استخدامها لنشر المعلومات السياسية وتحفيز المشاركة.

6- توفير فرص المشاركة السياسية: إشراك الشباب في الانتخابات، الاستفتاءات، واللقاءات السياسية.

إن مبادرة جيل 2030 جعلت من الشباب المغربي محوراً للسياسات العمومية، وجعلته في صلب الاهتمام وحجر الأساس لتنزيل هذه المبادرة. وكان حزب الأصالة والمعاصرة دائماً سبّاقاً لجعل الشباب مشاركاً منافحاً عن وطنه، مواطناً حقيقياً، ووطنياً صالحاً لبيئته ووطنه.